السبت، 22 مارس 2014

المرجعية و أدوات الإستحواذ الفكري

................
لعل من ابرز المظاهر التي يعاني منها المجتمع الاسلامي و بالأخص المجتمع الشيعي هي (قضية المرجعية ) والانقياد الاعمى لها دون فهم ووعي ودراية ودليل وحجة وبرهان يثبت احقيتها و دروها الحق والصدق , فكون الإنسان الشيعي لا تصح عباداته ولا ممارساته الدينية الأخرى إلا بتقليده لإحدى المرجعيات الدينية جعلته لا يستطيع الخلاص والانفكاك من جاذبية وتأثير المرجع الديني مهما كان مستوى هذا (المقلد) العلمي والثقافي والاجتماعي, فالتقليد والانقياد والاتباع للمرجع الديني العلمي هي ضرورة شرعية ومبدأ أساسي في حياة الانسان الشيعي فكل ما يصدر من المرجع الديني من فتوى يكون ملزما عليه تطبيقها والاخذ بها وبكل الميادين , كونه المّؤمن الشرعي الواجب الانقياد له في العبادات والمعاملات ,وهذا التأثير والانقياد والمكانة  التي يمتلكها المرجع الديني الشيعي كلمة لها قداستها وأهميتها القصوى في نفس وروح وقلب الإنسان الشيعي فلا يستطيع هذا الإنسان أن يرد أو يناقش أو يناظر العالم والمرجع الديني، وكيف يناقشه أو يرد عليه وهذا المرجع يمثل الإمام الغائب (المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف ) وهو وكيله في الأمة وفي الطائفة الشيعية الإمامية؟.
ومن هنا نستطيع  أن نفهم وأن نعرف سبب اتباع عموم الشيعة لعلمائهم ومراجعهم وحسب ما ورد من الذكر في الروايات  فان الرادّ عليهم كالرادّ على الإمام، والراد على الإمام كالرادّ على رسول الله، والراد على رسول الله كالرادّ على الله.
فهم خاطئ لبعض الروايات في المصداق الحقيقي للاتباع بحيث لا يستطيع الانسان الرد على هذا المرجع او ذاك ومناقشته ,وكل ما عليه هو الانقياد والخضوع والانصياع
وفي الحقيقة والواقع انه الانصياع والاتباع الاعمى والبعيد عن اخلاقية النهج المحمدي الاصيل , فهو في واقع الأمر كالتلميذ بين يدي أستاذه الجاهل الذي يقول له: أطفئ سراج عقلك واتبعني.. هكذا دون مناقشة ودون تفكير ودون علم أو وقفة صادقة. وعلى ضوء هذا يتعرض كل من يخرج عن المألوف ويبطل راي ويفند قضية يجد في مقابل الامر التهميش والاقصاء والنبذ والهجوم والاتهام والتشنيع والقدح في علمه وسمعته ويجري في الغالب الى القتل كما حدث مع الصدرين قدست اسرارهما وما سارت عليه مرجعية السيد الصرخي الحسني وكيف اتهموا في العمالة للغرب لانهم نقضوا ورفضوا ما موجود وما عهده الناس و ما هو ملتصق وموروث خاطئ ناشئ من (هذا ما الفينا عليه اباؤنا )

انه ارهاب الفكر الشيعي الخاطئ والتعصب الاعمى بأبشع صوره واشكاله ,نعم واجب ومحمود للشيعي احترامه لمرجعيته والالتزام بما يصدر منها وهذا شيء صائب وفيه من الفلاح اذا كانت على بصيرة وعدم تعطيل المنحة الربانية الكبيرة "العقل" وقد دعا القرآن الكريم كل البشرية للتفكر والتعقل والتبصر والتدبر، لا إلى تقليد أعمى، كما مر آنفاً أطفئ سراج عقلك واتبعني "بل توظف" منحة ربك فيما يُرضى ربك فليس كل متبوع معصوماً إلا النبي الكريم، عليه أفضل الصلاة والسلام واهل بيته عليهم السلام  ..
فخرج عن المألوف مرجع ديني اماط اللثام عن كل ما هو جاثم منذ زمن بعيد فعمل بكد وعناء من اجل تنقيح تاريخ مملوء بالشوائب والكذب والتدليس ليغير النهج الذي لطالما ظل يبارح المرجعيات دون قول او رد او تحقيق عما ورثناه من قضايا تاريخية كل هذا ضمن سلسة من المحاضرات التي يلقيها سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني 
في  التحليل الموضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي والتي ألقاها سماحة المرجع الديني الأعلى السيد الصرخي الحسني (دام ظله) في برانيه بكربلاء المقدسة اليوم الخميس 20 آذار 2014 المصادف 18 جمادى الاول 1435 ، بخصوص شخصية المختار الثقفي التي ناقش فيها السيد الصرخي أبرز العلماء والمحققين التاريخيين. وشهدت حضوراً واسعاً من الجماهير العراقية من مختلف المحافظات والشرائح الاجتماعية.


https://www.youtube.com/watch?v=31XwlIM_kd0


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق