بقلم // صفاء الزيادي
المحقق المعاصر وبحوث التصحيح
يتساءل الكثيرون عن جدوى اختيار السيد الحسني لبحثه عن شخصية المختار
الثقفي وحقيقة ثورته وما هي الدواعي الحقيقية وراء هذا البحث , وربما لم يفهم
الكثيرون من هؤلاء المتسائلون والناقدون ان القضية لا تتعلق فقط بشخص المختار
وحياته وما فعله من تطبيق القصاص أو من مخالفته للقصاص العادل او حدود الشريعة حيث
ان البحث العلمي به فوائد متعددة منها ما هو مختص بضعف رجال الحديث الذين أوردت
عنهم الكثير من الروايات وايضا تكشف لنا التفاتات السيد الحسني والتي هي نتاج بحثه
وتدقيقه ان الماضون من العلماء والمحققين لم يحققوا بشكل مفصل او دقيق بالكثير من
الامور التاريخية مما جعل أغلبها من المسلمات وهي في الواقع تستر خلفها حقائق
مذهلة .
البحث والتدقيق الذي يقوده السيد الحسني يكشف قدرة المرجع والعالم الفعلي
في ممارسة دوره التصحيحي للتاريخ كما هو دوره في التحقيق في مصادر التشريع ,
والبحث بحد ذاته كاشف جيد عن ضعف العديد ممن عرف عنهم انهم من المحققين واعلام
المذهب الشريف بالنسبة للإشارات التي يوردها سماحته في البحث وهذا الامر كان من
المفروض ان يستفز الحركة العلمية الحوزوية والاكاديمية كافة في المشاركة او رد
تعليقات سماحته الا اننا لا نجد من الأطراف المعنية في رسم التاريخ الاسلامي غير
انهم قاعدون عن ممارسة دورهم الرسالي في الافتاء والبحث وتدوين التاريخ .
السيد الحسني يثبت يوما بعد يوم ان العالم الحقيقي هو من لديه بصمة ترسم في
كل الميادين سواء العلمية او الفكرية او السياسية او الاجتماعية واضعا مقامه
المبارك في مقدمة المحققين في التاريخ الاسلامي والمذهب الشريف , لذلك لا ينبغي ان
يعتبر اختيار المختار الثقفي لبحث سماحته قد جاء بدون دراسة لان ديدن العلماء
عندما يختارون موضوعا للبحث تكون الدراسة الموضوعة هي الجدوى والفائدة المتوخاة
على عدة جوانب كما نلاحظ ذلك من خلال اختيار المحققين لعناوين كتبهم وتعليقاتهم
فمنهم من يختار شخصيات معينة من المعصومين عليهم السلام وآخرون يختارون حادثة
معينة حدثت للمعصوم _ مثلا قضية فدك التي تناولها الكثيرون _ ومن الباحثون من
يختار شخصيات اسلامية من مراجع الدين او من القادة البارزون لتعظيم شانهم او
لتضعيفه _كما اختار ابن نما لشخصية المختار _ وغيرها من المواضيع , اذا لا يشكل
على السيد الحسني اختياره موضوع المختار اذ ان المختار ليس خطا احمر او يتميز عن
غيره من الرموز الاسلامية فضلا عن المعصومين عليهم السلام الا انه فعلا يتميز بأن
من كتب تاريخه قد شوه الحقائق وهذا صيد علمي غفل عنه الكثيرون ولم يغفل عنه السيد
لذلك اختاره للبحث والتدريس مستثمرا ذلك لإنعاش الحركة العلمية والفكرية وحالة
السبات التي تشهدها الحوزات العلمية في النجف الاشرف وكل الحوزات العليمة الاخرى
اينما وجدت .
http://www.youtube.com/watch?v=7l9L-lww-II
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=393113
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=393113
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق