الاثنين، 10 مارس 2014

السيد الصرخي فخر الأصوليين يبطل منهج الإخباريين


كرم الله تعالى بني البشر بأن وهب لهم نعمة العقل التي تميزهم عن الأنعام وبه يتميزون وبه يعرفون الحق والعدل والصواب وبه يميزون بين الصحيح والخطأ وبين الصالح والطالح وبين الحق والباطل وعلى حكمه يثيب الله تبارك وتعالى صاحبه أو يعاقبه واليه يتوجه الامر والنهي ، وهذا العقل يحكم بأن لله تعالى حق العبودية على بني البشر ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ولتحقيق قانون العبودية للحق المطلق فعلى الانسان تطبيق الاحكام الشرعية التي تجعله مطيعا للمولى سبحانه وتعالى ويعلم الجميع ان احكام الاسلام ليست واضحة وضوحا بديهيا لجميع المسلمين في الاوقات المتأخرة عن عصر صدور النصوص الشرعية بسبب عوامل عديدة ادت الى عدم الوضوح منها البعد الزمني عن عصر النص وتطور الحياة وتعقدها وبسبب الدس والتحريف في الروايات الصادرة عن اهل البيت عليهم السلام من قبل اعداء اهل البيت وبسبب عامل التقية الذي كان عليه اهل البيت عليهم السلام وأصحابهم وغير ذلك من عوامل عديدة ادت الى عدم الوضوح فتعين على البعض ( الفقهاء ) البحث والدراسة في مصادر التشريع لتوضيح الاحكام ودفع الغموض عنها وقد لوحظ ان هناك كم هائل من الروايات والادلة الصريحة والظاهرة والمتعارضة ومن أجل الوصول الى نتيجة نهائية في اصدار الحكم الشرعي فلا بد من ترجيح بعضها وطرح البعض الاخر وبهذا الحال فلا بد من وضع قواعد عامة يسير عليها الفقيه يستطيع من خلالها دفع الغموض والتعارض وترجيح ما وجد المبرر لترجيحه ، وقد وضع علم خاص لدراسة هذه القواعد العامة التي يسلكها الفقيه في عميلة استنباط الحكم الشرعي وهذا العلم هو علم الاصول ، وبدون هذا العلم وبدون هذه القواعد فان الفقيه سيواجه كما هائلا متناثرا من الروايات والأدلة بعضها ظاهر والآخر غير ظاهر وبعضها يعارض الاخر باللفظ أو بالمعنى ،
وعلى هذا الاساس عد علم الاصول عصب الحياة في عملية استنباط الحكم الشرعي وتعيين الموقف العملي للمكلفين في اي واقعة من وقائع الحياة ، وهذا الطرح واضح للجميع لكن مما يؤسف له انك تجد من يعتقد بعلم الاصول وينتسب للمدرسة الاصولية نراه قد انحرف عن هذا المنهج العلمي وانغمس وتلوث بمتاع الدنيا وغرورها فلم يشخص الصحيح الصالح ولم يدعُ له ولم ينهَ عن السوء والمنكر والفساد إن لم يكن هو سببه وأساسه ، مما أعطى المبرر للغير ممن لا يعتقد بالمدرسة الأصولية ( كالإخبارية ) بأن ينشط ويروج منهجه الذي عرفنا قصوره عن تلبية حاجة المكلف لأنه بعيد عن العلم الكفيل بحل التعارض والتناقض والتضاد بين النصوص والروايات والأدلة ( علم الأصول ) ،
وبعد وصول الاستفتاءات الى سماحة المرجع الديني الاعلى السيد الصرخي الحسني دام ظله الشريف الذي يعتبر خير من تربع على عرش المدرسة الاصولية في عصرنا الحالي بما يملك من بحوث وأدلة مستقاة من دروس صاحب المدرسة الاصولية المعاصرة التي اثبتت أرجحيتها وعلو كعبها على جميع المدارس القديمة والحديثة ، ألا وهي مدرسة المفكر العظيم السيد الأستاذ المحقق الأصولي اسيد محمد باقر الصدر قدس سره الشريف ،
والاستفتاءات التي وصلت لسماحة السيد الاستاذ الحسني دام ظله الشريف تشير الى رواج المدرسة الاخبارية في السودان ومن أجل الانتصار للعلم والأخلاق والشرع ولإنقاذ ضعفاء الشيعة من الوقوع في فخاخ هؤلاء المتصيدين فقد انبرى سماحته دام ظله للدفاع عن المنهج العلمي والشرعي والعقلي المتمثل بالمدرسة الاصولية وإبطال المدرسة الاخبارية اثناء محاضراته الاسبوعية في برانيه الشريف بكربلاء المقدسة حيث نقض سماحته وردّ على أصحاب المدرسة الإخبارية كون علم الأصول هو العلم المتكفل بعلاج وحلّ الروايات المتعارضة والمتناقضة والمتضادة فيما بينها والتي لا يخلو مصدر وكتاب من الكتب الأربعة التي يعتمدها الإخبارية إلا ويوجد فيه روايات متعارضة، فكيف لهم أن يأخذوا بمجموع الروايات ؟! فلا يوجد لذلك التعارض حلاً إلا في علم الأصول، وهم يرفضون علم الأصول! علماً أن القواعد الأصولية تستند الى التشريع من المشرع، والشارع المقدس هو من أعطى قواعد وأحكام كلية في حالة عدم وجود حكم مباشر بخصوص أية واقعة ، فنعمل على أساس تلك القاعدة كالبراءة والاحتياط والاستصحاب .

http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=391616

د. علي الواسطي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق