بقلم /ابو زهراء
ان يوم الغدير ليس بالشيء العابر ولا
بالمناسبة التي تمر على الامة وكأنها كإحدى الايام التي لا اثر لها فان يوم الغدير
يوم يستحق الوقوف والتأمل والتاني والتفكر الطويل في ذلك اليوم الذي
حسب ما يذكره المؤرخون كان ذو وقعا خاص في ذاكرة الامة من كل الجوانب من حيث الظرف
المناخي حيث كان فيه الجو شديد الحرارة والزماني حيث انه كان عند عودة الحجيج من
تأدية مناسك الحج وحتى المكان اي الغدير كان يتوسط الصحراء بين المدينة ومكة
والغاية من كل ذلك ان الرسول الاقدس ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يريد
ان يجعل الحدث والواقعة في اذهان الامة التي تخلت عن مبادئها وعن امامها فقد وقف
رسول الله عليه وعلى اله افضل الصلاة وشرف التسليم مناديا بالأمة بان علي عليه السلام
امامها وانه ولي نعماها وانه كمال الدين وتمام النعمة وان هو السراط وانه هو
المنهج وانه هو الولي الحقيقي من بعه الذي لابد للامة ان تسير خلف ركابه والا تقع
في هواية الانزلاق الذي حصل فعلا وقولا وان على الامة ان تأخذ من منبع الخير
والصلاح منبع الرحمة الالهية فكان ليوم الغدير اثر في نفوس علماء الامة لأن
هذا اليوم هو يوم الولاية ويوم الدين ويوم الصلاح ويوم السلوك الحق ويذكر سماحة السيد الصرخي الحسني دام ظله في بحثه الاخلاقي في مقدمة كتاب
الصلاة ج1 أمر الولاية وكيف لم تفهم وتطبق بصورة صحيحة حيث يقول دام ظله :(قد أعطى
المعصومين عليه السلام المعنى الحقيقي الشرعي للولاية والذي فيه تخلي الموالي عن
رذائل الاخلاق وقذارات المعاصي والتحلي بالخلق الكريم وبالتقوى وإمتثال الأوامر
والارشادات بما يؤدي الى تكامل الفرد وجعله عنصرا فعالا في المجتمع ومحبا لاخيه
الانسان فيسود الامان والسعادة..والمؤسف جدا ان الكثير من الناس يفرغ الولاية من
معناها الحقيقي الحي الشرعي ويحولها الى معنى أجوف يمثل علاقة شخصية مادية ضيقة
فيجعلها وسيلة للحصول على الشفاعة او لطلب الرزق او لاطالة العمر او لقضاء حاجات
دنيوية ومثل هذه الغايات في نفسها ليس فيها محذور لكن المحذور يحصل عندما تتعارض
هذه المصالح والمطالب الشخصية مع المصالحة الاسلامية العليا للافراد والمجتمع فعند
تقديم المصالح الشخصية يكون مثل هذا الشخص غير موالي لانه قد فرغ الولاية من روحها
ومعناها الحقيقي الاسلامي الرسالي وتمسك بمعنى جامد مفرغ .((
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق