الخميس، 19 ديسمبر 2013

نظرة المرجعية العليا في كربلاء المقدسة : تحقيق الصلاح والاصلاح من مواصفات الزائر الحسيني



تهفو النفوس وتتلهف القلوب  في مثل
هذه الايام نحو كربلاء الاباء والعزة والشموخ في مسير الشوق الى رمز الفداء
والتضحية والإيثار ...الى صاحب الملحمة الكبرى في حفظ الدين والعقيدة والمبادئ
الى المعلم الاول والمبدع في اعطاء دروس الثبات والصمود ورفض الظلم والجور الى المضحي بدمه وولده واهل بيته وصحبه في سبيل الله ... الى الشعلة التي لم ولن تنطفئ رغم كل رياح الحقد والنصب والكفر 
الى حسين المجد والخلود ( عليه السلام )
    ولهذا تجتمع الملايين من المحبين والعشّاق هذه الايام على درب الحسين ( عليه السلام ) يتدفقون كما المياه في جريانيها ... تحدوهم قلوب ملؤها الموآساة لآل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله  ) في عودتهم الى كربلاء الأسى والألم والمحنة والاحزان . وهكذا تهتز الارض بوقع الاقدام وترعد السماء بدوي الهتاف بتلك المسيرة الملونية الفريدة , حتى صارت تلك الشعيرة محط الاهتمام وخصوصاً لدى الجهات الدينية لا سيما المرجعية العليا في كربلاء المقدسة والمتمثلة بسماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني ( دام ظله الشريف ) , حيث اراد سماحته
توظيف هذه الشعيرة الالهية المقدسة لتحقيق اهدافاً عظيمة ومنها صلاح النفوس واصلاح المجتمع حيث قال في بيانه رقم 69  "محطات في مسير كربلاء "  :
((اذن لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية نثبت فيها ومنها
وعليها صدقاً وعدلاً الحب والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين (عليه
السلام) ورسالته ورسالة جدّه الصادق الامين ((عليه وعلى آله الصلاة والسلام)) في تحقيق السير السليم الصحيح الصالح في ايجاد الصلاح والاصلاح ونزول رحمة الله ونعمه على العباد ما داموا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فينالهم رضا الله وخيره في الدنيا ودار القرار . )).

   وذكّر سماحته ان السير الى كربلاء والاقتداء
بالحسين ( عليه السلام ) يعلو مراتباً بتطبيق الشعار الذي رفعه الامام عنواناً
لثورته المباركة ما أمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر فنجعل ارواحنا تصل الى الحسين ( عليه السلام ) بمسيرها على طريق النهج الحسيني القويم قبل وصول اجسامنا الى ضريحه المقدس , فيقول :
  ((   ولنسأل انفسنا عن الأمر والنهي الفريضة الالهية التي تحيا بها النفوس
والقلوب والمجتمعات هل تعلمناها على نهج الحسين ((عليه السلام)) وهل عملنا بها وطبقناها على نهج الحسين الشهيد وآله وصحبه الاطهار ((عليهم السلام
))وسيرة كربلاء التضحية والفداء والابتلاء والاختبار والغربلة والتمحيص
وكل انواع الجهاد المادي والمعنوي والامتياز في معسكر الحق وعدم الاستيحاش مع قلة السالكين والثبات الثبات الثبات
  ))


  وهنا نرى النظرة العميقة للامام
الحسين (عليه السلام ) وثورته المباركة تنطلق من لدن تلك المرجعية المعطاء التي
بات همهما توجيه الناس الى كل خير ارضاءً لله واصلاحاً للناس من خلال ممارسة
وظيفتها المقدسة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق