بقلم صفاء العبيدي
ان محاولة الوصول الى كنه اخلاق النبي الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) ومعرفة شؤونه المختلفة هي
محاولة فاشلة يقيناً لأن فاقد الشيء لا يعطيه فكيف يكون ذلك من نريد تقييمه
والغوص في شخصيته هو الانسان الكامل والشخص الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه وهو من
يصفه الله جلا وعلا بقوله "وإنك لعلى خلق عظيم" وأي خلق؟ واي نفس عظيمة
وكبيرة؟ وهي نفس المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو الذي تاهت به العقول وعجزت
عن ادراك كنهه عباقرة الفن والادب فأين نحن من ذلك الجبل الشامخ والصرح المنيف
ونحن اصحاب المعاصي والذنوب وكل قبيح وهو صاحب كل شيء حسن وكمال وعلو شأن وقداسة
نفس. إن الاقلام تقف عاجزة من ان تصل الى سفح علوه وارتفاعه والعقول تقف حائرة
منبهرة بما حباه ربه الجليل من حسن السجية ودماثة الاخلاق وحسن الطبع ولين العريكة
مع من يعاشر ويخالط فسلام الله وملائكته وجميع الانبياء والمرسلين عليه وعلى
آله الطاهرين. لكن مع ذلك فإن ما لا يدرك كله لا يترك كله فأن بيان ما نستطيع بيانه من اخلاقه وشؤونه
المختلفة أمر جيد وشيء مندوب إليه بالشرع والإسلام واستجابة لأمر المولى آية الله
العظمى السيد الصرخي الحسني الذي طالب الكل من كتابة البحوث التي تخص اخلاق
ومنجزات وحياة المصطفى الامين صلواة الله عليه حيث اصدر سماحته بيــان رقم – 27
–((نصرة الصادق الأمين (عليه الصلاة والسلام والتكريم))) ...لا يجوز شرعاً
وأخلاقاً إقامة مسيرة أو تظاهرة أو موكب أو مجلس وتأسيسه أو التصدي للخطابة في
مجلس أو الحضور في مجلس ، لا يذكر فيه جانب من جوانب شخصية النبي المصطفى ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) وكراماته وأخلاقه وجهاده ومجاهداته ومنازله الحقيقية الواقعية
الباطنية والظاهرية التكوينية والتشريعية . وهذا يعني أن الحكم الشرعي الأخلاقي
(خلال شهري محرم وصفر ) صار يشمل ذكر بقية الله تعالى في أرضه الإمام المنتظر
المنصور (عليه السلام وعجل الله فرجه ) وكذلك ذكر جده خاتم المرسلين والأنبياء
المبعوثين النبي الأمين (صلوات الله وسلامه عليه وآله وعلى الأنبياء والمرسلين ) .
الحـسـني 28/ ذي الحجة/ 1426هـ