ان الاسلام لم يترك اي شأن من شؤون الحياة إلا ووضع له منهاجاً محدداً بأطر
شرعية ينظم من خلالها أفعال المجتمع والفرد ...وهذا المنهاج هو القياس الشرعي الذي
يحدد صحة العمل وخطأه..
ومن اهم المناهج التي وضعها الاسلام هي القيادة الشرعية التي تحكم المجتمع
الاسلامي والتي حرص الاسلام على بيانها بصورة واضحة .
ان مفهوم القيادة الشرعية في عصر الغيبة واضح وجلي ومن الامور التي أكد
عليها الإمام المعصوم وهذا التأكيد ناتجاً من كون القيادة في الغيبة واقصد ولاية
المرجع الجامع للشرائط هي امتداد لدور الإمامة وقيادتها وإشرافها في المحافظة على
حركة الإسلام من الزيغ و الانحراف .
وبذلك فإن المرجعية خط إلهي ضروري لا يمكن ان تستمر حركة الاسلام بدونه
لأنها احد اركانه الاساسية والتي تعني للإسلام من الناحية العملية: الممارسة
الفعلية لحركة النبي والإمام كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله (علماء أمتي
كأنبياء بني اسرائيل ).
لقد سن الله تعالى خط الشهادة وهو يمثل التدخل الرباني من اجل صيانة
الانسان "الخليفة" من الانحراف وتوجيهه نحو أهداف الخلافة الرشيدة...
كتاب/ الاسلام يقود الحياة ..
ان هذا التدخل الرباني يرتكز على محورين احدهما الاستمرار وعدم الانقطاع ،
والاخر ثبوته من حيث المواصفات العامة لمصداق الشهيد وهذان المحوران يجتمعان في
مفهوم الولاية التشريعية للحاكم الاسلامي .
يقول السيد محمد باقر الصدر قدس سره :- ان خط الشهادة يمثل أولا : الانبياء
،وثانياً : الأئمة الذين يعتبرون امتداد ربانيا للنبي في هذا الخط ، وثالثاً :
المرجعية التي تعتبر امتداداً رشيداً للنبي وللإمام في خط الشهادة .
يتبين ان حقيقة الخط من حيث وجوده الواقعي هو واحد غير متعدد وهو بذلك محدد
بمواصفات شرعية تنطبق على مصاديقه الثلاثة لكنها تختلف باختلاف كمال المصداق
وصفاته الروحية والمعنوية والعقلية .
وهذا الخط لا يمكن ان ينقطع لأنه يمثل سلسة الحجج الإلهية على الارض ولا
يجوز البقاء على قيادة الميت ولو صح اتباع
الميت لكان الأوجب البقاء على اتباع النبي او امير المؤمنين عليهم افضل الصلاة
والسلام .
اما الضوابط الشرعية لخط الشهادة فهي بالحقيقة مجموعة الشروط الشرعية التي
يتميز بها الشهيد اي الشروط التي تحدد المرجع الجامع لها كما وردت في مواصفات
النبي والإمام من خلال النظرة القرآنية لحقيقة النبوة والإمام وما جاء في الرسائل
العملية والبحوث العقائدية لشروط المرجع الجامع ،فعدالة المرجع تقترب من العصمة
حيث جاء في حديث الإمام العسكري عليه السلام" فأما من كان من الفقهاء حافظاً
لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام ان يقلدوه".
وخير دليل للمرجع الجامع للشرائط في زمننا هذا وعلى الكل ان يتبعه هو آية
الله العظمى السيد محمود الصرخي الحسني
صاحب الفكر المتين .
هو المرجع صاحب الادلة والاثر لما
يملكه من دليل علمي (اصولي وفقهي وشرعي واخلاقي ) هذا الدليل الارجح والاقوى في
ميدان الساحة العلمية وايضا ما يتميز به
من استقطاب الامة من خلال تفاعله الحقيقي الواضح بإرشاده لها ونصحه ومشاركته صغائر امورها وكبارها وتذكيرها
وتهيئتها الى تقبل تلك الساعة الموعودة لذلك الاشراق الذي هو حلم الائمة والانبياء
والذي هو خلاص الامة من الجهل والظلم والانحراف...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق