الاثنين، 27 يناير 2014

الصــــرخي درس حب ووفــــــــــاء للعــراق وتأريخه

لطالما وجدت من يكتب عن الوطنية وحب الانتماء لتراب الوطن وكثير ما نسمع أقوال تترجم ذلك و نرى هذه الآصرة الأزلية لها صدى في وجدان الصادقين وضمير العلماء والعاملين من أجل الارتقاء بواقع أفضل لهذا الوطن العزيز .
عندما تريد أن تعرف مقدار حب الوطن وترابه فعليك ان تبحث عن
رجل هاجر من أجل المال والدعة وهو يبكي من شدة الشوق ويمرض من ألم الغربة ,
وعليك أن تنظر بعين مثقف لم يجد فرصة تحتويه وتقدر ما لديه ولكنه مصر أن لا يرحل ويعطي قدراته لغير بلده ومستمرا بالعيش حتى لو اتعبته الحياة في الداخل
إبحث عن طفل سافر ويبكي شوقا لأصدقاء مدرسته وجيرانه
وامرأة رجعت من أقصى الارض لكي تشم تراب الوطن وتزور مقدساته
وعليك ان ترى حب الوطن الحقيقي في كلام ونصح وضمير علماء الدين الذين لم ينسوا أن يذكروا بمناسبة أو بدونها على ان الوطن وحبه فوق كل شيء
نعم فالعالم هو قائد يهتم بالماضي والأصالة كاهتمامه بالمستقبل وهو يعمل بجد وصدق على ذلك والا فليس لديه شيء من مقومات القائد الذي انجبته تربة وطن شب وعلى علمه وصقل على الايمان قلبه من على ظهرانيها , وأجد في المرجع السيد الصرخي الحسني خير دليل حاضر كما كان هناك من قبله نماذج مثالا بالوطنية والتضحية والوفاء.

المرجع الحسني لا يفارق مقام ولا مقال إلا وجعل الوطن مقدما فهو الناصح والمحفز على ان نحب تراب الوطن ونعلي رايته ونضحي من أجله حتى لو كان ذلك علة حساب مصالحنا الشخصية وأجد ذلك جليا في جميع بياناته وجميع لقاءاته ففي سؤال كان يخص نبش الاثار واستخراج كنوزها المدفونة مجيبا للسائل بقوله ::(( فالآثار القديمة يجب صيانتها والحفاظ عليها لأنها تربطنا وتشدنا لأرضنا وعراقنا الحبيب وشعبه العزيز والمفروض أنها توحّدنا لوحدتنا القديمة الازلية على أرض الرافدين التي تكشفها وتعبّر عنها الآثار القديمة ، فهي فخرنا وعزّنا لأنها تضيف عنصر وأساس قوة لنا  ))_بيان رقم 41_ ولقد استهل كلامه في الجواب بوازع ديني يبين ويذكر السائل ان الطمع والبحث عن الدنيا لا ينبغي أن يكون على حساب التاريخ والقيم والاصالة  فيقول :(( أما الدنيا فغرور ومتاع وزوال وفناء ، والسوي والقويم والعاقل والتقي هو من يعمل لأخرته ، فيجعل ويوظف دنياه كل دنياه لأخرته ولقراره وبقائه وثوابه وجنته التي أعدّها الله تعالى له ولكل مؤمن متقي ، أقول هذا لعلمي المردود المالي المادي الدنيوي من العمل في هذا المجال ، لكن يبقى الجانب بل الجوانب المعنوية النفسية والفكرية والاجتماعية )) .

ان مثل هذا القول لسماحة السيد ليس بغريب فهو قدوة لكل العراقيين في حب الوطن والتضحية من أجله والعطاء له وما علينا الا ان نتتبع كل ما قال وكل ما كتب وكل ما أصدر فهو مدرسة موثقة تعلمنا حب العراق وترابه بلمسة صدق يترجمها الواقع .

بيان رقم 41 ( آثارنا تربطنا بأرضنا ) 
http://www.al-hasany.com/index.php?pid=51


هناك تعليق واحد:

  1. لقد دفعت مرجعية السيد الصرخي الحسني الثمن الباهض وعانت ما عانت جراء ذوبانها وعشقها لوطنها العراق الحبيب فمن ظلم وقهر وسجن الطواغيت والمستبدين إلى سطوة وظلم المحتلين وهي ما بين ذلك تعاني حرب ومؤامرات النفعيين والإنتهازين المتزينين بزي القديسين والزهاد ، فلم يثني عزمها هذا الذي تعرضت له وسارت قدماً بما أوتيت من أمكانيات تدافع وتتصدى لكل من يحاول العبث بمقدرات هذا البلد ليتضح للجميع عمق وأزلية الأرتباط لهذه المرجعية الرسالية بوطنها العراق الحبيب ، رائع ما جاد به قلمك المعطاء أستاذنا الزيادي لا حرمنا الله مزيد إبداعك .

    ردحذف