الخميس، 17 يوليو 2014

تاريخ يتجدد // ذكرى اغتيال الامام علي عليه السلام ومحاولة اغتيال المرجع

لن يكتفي الباطل على مر التاريخ في تشويه الحق والحقيقة بأساليبه الشيطانية بل دأب على محاولة استئصاله وقتله لكي يسود الجهل والظلم ويصبح العدل في نظرهم هي فتات من فضلات الظالم تحمدهم عليها بطون نالها الجوع والحرمان وعقول غاب عنها المعنى الحقيقي للعدل والحق والإحسان .
ان القتل بصفته الانسانية أبشع من تلك الميزة والفطرة للقتل عند الحيوانات التي تقتات على قتل بعضها البعض لأن الانسان يقتل حين يقتل عارفا بأنها يحكم على هبة الله بالزوال متقمصا دور الإله القابض لذلك يستحوذ الشيطان على القتلة فيشعرهم بالزهو القوة والاقتدار لكي يتمادوا في صفتهم الحقيرة تلك راسما منهجا لسيادة القتلة والمجرمين متحديا كلمة الله التي وعدت البشرية بالأمن والأمان واحقاق الحق .
وفي ذكرى استشهاد القائد الامام والخليفة العادل والحكيم العادل وصاحب دولة الحق في زمانه علي بن ابي طالب عليه السلام نستذكره ساجدا عابدا في محرابه واعظا في مجلسه وعدل حين أخذ القصاص من قاتله حينما اوصى الحسن عليه السلام بكيفية الاقتصاص من قاتله , ونستذكر ايضا الصفة الشيطانية التي استحوذت على ابن ملجم قاتله التي لم تكن دوافعه الا ان يتخلص هو ومن خلفه من عدل وحق على لسان الامام علي وفعله عليه السلام بات مستقطبا للفقراء والبسطاء والمحرومين مما شكل ثورة فكر وثورة حليم على الاستبداد والطمع والتسلط , نستذكر كل تلك الهواجس لأنها باتت تولد من جديد في كل جيل بعده عليه السلام واصبح من الواضح جدا ان من يشبه عليا عليه السلام في منطقه يشابهه في معاناته من  المعتدين والظالمين والمتجبرين رغم اختلاف عنوان المعتدي والظالم في كل عصر وجيل , وفي عصرنا هذا رسم قاتل الامام علي عليه السلام هالة دينية مسلمة ليوهم الناس انه هو الحق وان المقتول هو الباطل ويوهم البسطاء انه حق وانتصر الا ان الحق وكما عرفنا به التاريخ لا يكون مع الاغلبية الساذجة ولا مع الاغلبية الحاقدة ولا الاغلبية المتسلطة بل هو مع معسكر علي عليه السلام الذي لم يكن يملك الا اقلية ونخبة يجابه بها ظلم ساد ولازال مستمرا بسواده .

قتل المراجع او محاولة قتلهم لا يمكننا الا ان نقول عنه هو امتداد لاغتيال عليا عليه السلام ومحاولة قتل المرجع السيد الحسني تفسر استحكام الباطل واستبداد ادواته من شياطين الانس والجن , ومن حاول قتل العالم المرجع لا يمكن ان يكون حقا لأنه لم ينتهج طريق الحق ولا طريق عدالة الامام علي كما يدعون حينما هجموا بنية التخلص من صوت المرجع السيد الحسني بل هم بعيدون عن عدل الاسلام وأخلاقه كما بعد ابن ملجم عن الاسلام بل هم على دين ابن ملجم ما داموا ينتهجون نهج الاختيال ونهج القتل ونهج التدليس والإشاعة متناغمين مع سياسة معاوية الذي كان يشيع ان عليا عليه السلام لا يصلي ممهدا للقتلة ان يتعذروا بأنه ليس مسلما واليوم مهدوا لقتل المرجع الحسني بإشاعات متعددة تسهل مرادهم وتخرس السنة وعقول السذج والبسطاء والمنتفعين على جريمة لا انسانية , فالسلام على علي عليه السلام حين حكم وعدل واغتيل واستشهد والسلام على كل من ينتهج نهجه صابرا محتسبا مستعدا للقتل في سبيل كلمة حق عند سلطان جائر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق