بقلم \ خالد الجبوري
هل نحن حسينيون حقا ? هل نحن فعلا نسير على نهج الإمام الحسين عليه السلام فنأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونعمل بالإصلاح ونهج الحق والعدل ونتأسى بسيرة الإمام المظلوم ونتخلق بأخلاقه العظيمة ونرفض كل أشكال الرذائل والمفاسد ونحب بعضنا بعضا ونحاول رعاية الأيتام ومساعدة الفقراء لنحقق التكافل الاجتماعي ولا نسكت على الباطل والظلم والفساد فقد قال الإمام الحسين عليه السلام في عاشوراء (( لقد ركز الدعي ابن الدعي بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة )) فان الإمام هنا يعلمنا درسا بليغا هو أن نعيش بكرامة ولا نقبل حياة الذل والبؤس مهما كانت وكائنا من فرضها علينا لان الحياة بذل إنما هي حياة بؤس وشقاء والآم وجهل ووفق ذلك قال الإمام الحسين عليه السلام في واقعة الطف (( إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما )) ..هل ممارساتنا وشعائرنا وبكائنا في عاشوراء هل هي مجرد عادة نتداولها ونقيمها كل عام فأصبحت ممارسات روتينية لا تؤثر فينا فضلا عن تأثيرها على غيرنا هل سألنا أنفسنا هل طورت تلك الشعائر من واقعنا هل غيرت من حالة مجتمعنا هل صدت تلك الشعائر الثقافات الفاسدة التي غزتنا هل صنعت جيلا متعلما راقيا أم العكس من ذلك لماذا ؟ هل سألنا أنفسنا لماذا لم يتغير شيء بل إن الوقائع وإرهاصات المجتمع إلى انحدار وكل إنسان يستطيع إدراك ذلك والواقع يشهد على ذلك ,قال الله تعالى (( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسه ...))
إن مجتمعا يمارس الشعائر الحسينية بهذه القوة والحدة والعاطفة لابد أن يرتقي ويعلوا ويتقدم لا أن يتسافل فلا بد من وجود خلل كبير وخطر عظيم وشرخ واسع !! ولو تمعنا بكلام سماحة المرجع الديني آية الله السيد الصرخي الحسني دام ظله في بيان رقم 69 (( محطات في مسير كربلاء )) ..... لوجدنا الجواب واضحا والتشخيص جليا وأيضا العلاج الصائب لهذه الإشكالية مرموقا فيقول سماحته (وهنا لابد من أن نتوجه لأنفسنا بالسؤال ، هل أننا جعلنا الشعائر الحسينية المواكب والمجالس والمحاضرات واللطم والزنجيل والتطبير والمشي والمسير الى كربلاء والمقدسات هل جعلنا ذلك ومارسناه وطبقناه على نحو العادة والعادة فقط وليس لانه عبادة وتعظيم لشعائر الله تعالى وتحصين الفكر والنفس من الانحراف والوقوع في الفساد والافساد فلا نكون في اصلاح ولا من اهل الصلاح والاصلاح، فلا نكون مع الحسين الشهيد ولا مع جدّه الصادق الامين ((عليهما الصلاة والسلام ((
اذن لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية نثبت فيها ومنها وعليها صدقاً وعدلاً الحب والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين (عليه السلام) ورسالته ورسالة جدّه الصادق الامين ((عليه وعلى آله الصلاة والسلام)) في تحقيق السير السليم الصحيح الصالح في ايجاد الصلاح والاصلاح ونزول رحمة الله ونعمه على العباد ما داموا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فينالهم رضا الله وخيره في الدنيا ودار القرار. )..فسماحة السيد هنا يدعونا لان نمارس الشعائر والمقدسات والمواكب والمحاضرات والمجالس ونطبقها كونها عبادة وليست عادة - هنا بيت القصيد - وهنا الانحراف والخلل الذي شخصه سماحة السيد دام ظله إننا نمارسها للعادة وليست للعبادة فلا بد من تعظيم تلك الشعائر لتحصين الفكر والنفس من الانحراف والوقوع في الفساد والإفساد ولنجعل تلك الشعائر رسالية صادقة والسير فيها وعليها لتحقيق الصلاح والإصلاح ..
ان اهل الباطل لم يكتفي بخداع السواد الاعظم من الناس بل استغل اسم الحسين عليه السلام وثورته العظمية ...للسرقة ...للكذب... للخداع ....للنفاق ....للطائفية.....لهذا
ردحذفنجد ان سماحة المرجع الديني الاعلى السيد الحسني دام ظله قد تصدى في
في بيان رقم 69 (( محطات في مسير كربلاء )) لايضاح الهدف والثورة الحسينية ولو باليسير قدر الامكان
حيث بين كيفية الارتباط بالامام الحسين ع ارتباطا فكريا وبين الارتباط بالامام الحسين ع ارتباط عادة وليس عن وعي وكذلك اننا هل نحن حسينيون باننا نرفض الظلم بكل اشكاله ...واننا لانكون للظالم عونا وللمظلوما خصما ...مع اننا حسينيون باللطم والزنجيل
لم تكن ثورةً يحكمُها عاملُ الزمنِ أو يتدخلُ في كينونتها عنصرُ الوقت، بل كانت ثورةً امتداديةً استمراريةً حيويةً نابضةً بقلب الضميرِ البشري لتشبعَهُ روحاً رافضةً وثورةً مستديمةً ضد الباطل والانحراف والظلمِ والوحشيةِ والتعسفِ والانحلال فهي ثورةُ إنسان على كلِ ما يُعيقُ حركتَهُ ويسعى لسلبِ إنسانيتهِ وحقوقهِ وكراماته،
ردحذفإنّ الوفاء الحقيقي للحسين (عليه السّلام) يكون بالتمسّك بالمبادئ التي اجتزّ رأسه في سبيلها . الوفاء للحسين (عليه السّلام) بالسير على نهجه ونهج أصحابه في الوقوف في وجه الطغيان , ودرء الظلم عن الناس ، بغض النظر عن (موازين القوى) . الوفاء للحسين (عليه السّلام) باستشعار بذله للغالي والنفيس من نفس ومال , وعدم القبول بالذلة حين صرخ صرخةً صادقة معبرة : (( هيهات منّا الذلة ! )) .
ردحذفبنظرة بسيطة وخاطفة على تاريخ وسيرة مرجعية السيد الصرخي الحسني " دام ظله " يتبين لنا وبصورة قطعية لا يشوبها أدنا شك إن سماحته " دام ظله " بفكره المتين شكل درع وسور حصين لكل العراقيين فهنيئا لنا بهذا السور وهذا العالم الجليل الرباني وهنيئا لمن سار وتمسك به وبنهجه المحمدي الحسيني الرسالي ....
ردحذفثورة الحسين عليه السلام
ردحذفهي النبض والحياة لكل ثورة حق
وكل كلمة حق تصدر من مظلوم ومستضعف
وهي سيف بوجه كل طاغية وظالم
وهي الانيس لكل حزين ومكروب
وهي الاسوة لكل معذب ومظطهد ومظلوم
**********
(( من اقوال السيد الحسني الصرخي دام ظله في الامام الحسين عليه السلام ))